إنتاج أزهار الفلامنكو - Falmingo flowers
إنتاج أزهار الفلامنكو
Production of Anthurium (Falmingo) flowers
1- مقدمة ولمحة تاريخية Introduction:
ينتمي النبات إلى الفصيلة الآرالية Araceae، ويضم الجنس عدداً كبيراً من الأنواع من اهمها A. andreanum و A. scherzerianum يعود تاريخ هذين النوعين إلى نحو عام 1857م عندما تم اكتشافهما في الاكوادور وكولمبيا ، ونتيجة التهجين والاصطفاء بين نباتات هذين النوعين تم الحصول على أفضل الأصناف المتداولة حالياً سواء للزراعة لإنتاج أزهار القطف او للتسويق كنباتات أصص مزهرة.
2- التكاثر Propagation:
الطريقة الرئيسية الانتاجية لإكثار النبات هي زراعة الانسجة حيث إن الإكثار بالبذور غير ممكن لأن النبات ذاتي التلقيح ومن ثم تدهور الهجين يصبح عاتقاً في الحصول على نبات إنتاجي. التكاثر بالعقلة الخضرية أو بالخلفات الأرضية ممكن ولكنها طرق بطيئة ومحدودة ونادراً ما تستمر بنجاح دون عدوى فطرية.
الإكثار بالأنسجة يبدأ في المخبر بزراعة إما قطع صغيرة من الأوراق بعد تعميقها أو زراعة خلايا ميريستمية على أوساط صناعية. تمايز الخلايا وتطورها يساهم في الحوصل على عقل صغيرة Micro-cuttungs وهذه عبارة عن النموات القمية الناتجة من زراعة الأنسجة حيث تنقل خارج الآغار للتجذير، وأيضاً يمكن الجمع بين نباتين متمايزين في زراعة الأنسجة (Plugs) عند وصول ارتفاعهما إلى نحو 8سم وتنميتهما معاً خارج الآغار على بوليفينول رغوي ثم في أصص ضمن أوساط مناسبة مثل حبيبات الصوف الصخري أو قشور ثمار جوز الهند، ويبقى النباتات معاً بصورة دائمة في الزراعة الإنتاجية Double plants لأن فصلهما يسبب أضراراً ميكانيكية للجذور ويعرضهما للإصابة بالأمراض الفطرية. وقد سجلت الدراسات أن إنتاج الأزهار من النباتات المزدوجة أعلى بكثير من النباتات المفردة.
3- الزراعة Cultivation:
يمكن زراعة النباتات لإنتاج ازهار القطف إما في المساكب الأرضية المعدة خصيصاً أو في الأصص.
1- الزراعة في المساكب Bed cultivation:
وهي الطريقة الأكثر شيوعاً لإنتاج ازهار القطف، إلا أن المساكب تفصل فصلاً كاملاً عن التربة باستخدام شرائح كبير من البلاستيك تغطي أرضيتها وحوافها ، ويتوسط قاعدتها طولياً أنبوب مثقب لصرف الماء الزائد بميول نحو 3 سم لكل 100 متر طولي. عرض المسكبة يتراوح بين 120 إلى 140 سم يزرع فيه أربعة نباتات بين الواحد والآخر نحو 30 سم ويترك عادة ممر للخدمة بين المسكبتين بعرض نحو 80 سم.
2- الزراعة في الأصص Pot cultivation:
طريقة ممكنة لإنتاج ازهار القطف إلا أنها أقل أهمية وأقصر عمراً من الإنتاج في المساكب. يفضل أن يكون حجم الأصيص ما بين 7-5 لتر والمشكلة الأساسية لهذه الطريقة هي موضوع السقاية حيث قناطة الماء في كل أصيص ستعطي نفس كمية الماء لجميع الأصص وحيث أن النباتات بشكل عام تختلف في قوة النمو ومن ثم في الحجم فقد تصبح كمية الماء غير مناسبة لجميع الأصص، كما أنه في حال وضع الأصص على الأرض ستتأثر سلباً عملية تهوية وسط النمو، ومن هنا ينصح برفع الأصص أو تعليقها (انظر الشكل).
رغم أن هذه الطريقة تسهم في زيادة كلفة الإنتاج إلا أن من إيجابياتها أنها تمنع انتقال النيماتودا أو أي أمراض أخرى من نبات لآخر عبر صرف الماء الزائد.
4- أوساط النمو Growth Media:
ينمو الانتوريوم في موطنه الأصلي في الغابات الاستوائية معلقاً على جذوع الأشجار المغطاة أغصانها بالطحالب وتلتف جذوره على الطحالب وتمتص منها الرطوبة والأكسجين، ومن هنا في زراعته الانتاجية يجب أن توفر أوساط النمو ما يشبه إلى حد كبير نموه في موطنه الأصلي.
يعد عمر النبات الإنتاجي حوالي خمس إلى ست سنوات، ومن أهم عوامل نجاح الإنتاج هو اختيار وسط النمو المناسب الذي يجب أن يتوافر فيه الصفات التالية:
• قدرة على الاحتفاظ بالماء والسماد.
• قدرة كبيرة على صرف الماء الزائد.
• غير قابل للتعفن.
• غير قابل للتفكك.
• عدم احتوائه أي مواد سامة.
• يوفر للنبات دعم استنادي.
• يتميز بحبيبات خشنة أبعادها بين 2-5 سم لتسهيل تخلخل الهواء.
يمكن تقسيم أوساط النمو إلى مجموعتين: الأولى تعدى أوساط ثابتة Inert media وهي لا تتغير بفعل الزمن او الرطوبة ولا تتفاعل مع أي مواد أخرى ومنها: البوليفينول الرغوي (Oasis) الخفان البركاني، فحم الشخب، الصوف الصخري وغيرها. والثانية تدعي أوساطاً متغيرة Non-inert media ومن أمثلتها: الدبال الخشن، ألياف قشرة ثمار جوز الهند، نشارة الخشب، أوراق الصنوبر وغيرها.
أفضل الأوساط هي التي تحوي مزيجاً من المجموعتين علماً أنه ينصح أن تشكل الاوساط الثابتة 75% من حجم الخلطة.
5- انظمة الري Irrigation systems:
يمكن استخدام انظمة ري مختلفة لسقاية النباتات المزروعة في الأحواض الأرضية، منها نظام الري الرذاذي فوق النباتات، وآخر تمديد خط او اثنين من الري الرذاذي على سطح وسط النمو في الاحواض الأرضية بالقرب من قواعد النباتات، وثالث هو الري بالتنقيط حيث يمدد أربعة خطوط في المسكبة الأرضية التي عرضها 120 سم.
أما عند الزراعة في الأصص فالأكثر شيوعاً هو الري بالتنقيط حيث يخصص لكل أصيص نقاطة واحدة.
تستخدم أنظمة الري ليس لتوفير كمية الماء اللازمة فحسب بل أيضاً للتسميد، وما يؤخذ على أنظمة الري الرذاذي العلوي والأرضي هو إمكانية تأثر الأزهار والأوراق في الري العلوي، والأوراق الفتية والبراعم في الري الأرضي من الأسمدة المذابة مع ماء السقاية التي تؤدي غالباً إلى احتراقات وتشوهات وظهور خيوط فلينية تشبه الإصابة بالتربس على أعضاء النبات الورقية والزهرية.
كمية الماء المطلوبة للنباتات الانتاجية تتراوح بين 3-5 ليتر للمتر المربع في اليوم، ينضح أن تعطى على حوالي أربع مرات غالباً.
6- التسميد fertilization:
يعد التسميد عاملاً أساسياً في نجاح إنتاج أزهار الانتوريوم، والعناصر المعدنية الأساسية منها ما هو متحرك mobile مثل النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم ومنها ما هو غير متحرك immobile مثل الكالسيوم والكبريت. تظهر أعراض نقص العناصر المتحركة على الأوراق السفلية لأنها تنتقل إلى الأوراق الفتية، وتظهر أعراض نقص العناصر غير المتحركة على الأوراق البتية.
تعدر درجة التركيز الهيدروجيني (PH) في وسط النمو عاملاً أساسياً لقدرة النبات على امتصاص العناصر الكبرى والصغرى، وهذا يجب أن يتراوح بين 5،2 حتى 6،2 علماً أن التركيز المثالي هو 5،7.
تجد الإشارة إلى أنه من الضروري الانتباه إلى تركيز الاملاح في ماء السقاية وخاصة إذا كان مصدرها من الآبار الجوفية . فعناصر الصوديوم والكلور يجب ألا يتجاوز تركيزها 3 ميليمول في اللتر، والبيكربونات يجب أن تكون أقل من 2/1 ميليمول /ليتر . زيادة التركيز عن المشار إليه تؤثر سلباً على تطور جذور النبات وعلى نموه ونوعية أزهاره حيث يعد الأنتوريوم من النباتات الحساسة جداً للملاح.
أثبتت الدراسات أن الانتوريوم يستجيب للتغذية المعدنية مع ماء السقاية عن طريق الجذور أكثر بكثير من الأسمدة الذوابة على الأوراق حيث تغطي الأخيرة طبقة سميكة من الشمع يجعل امتصاص الأسمدة صعباً جداً. بشكل عام تعتمد كمية السماد للنبات على كمية ماء السقاية، ويمكن القول تقريباً أنه في كل لتر ماء سقاية يجب أن يكون نحو غرام واحد من العناصر المعدنية (انظر الجدول).
أفضل أسلوب لتسميد النباتات الانتاجية هو ضخ او حقن السماد المذاب مع ماء السقاية.
7- تأثير العوامل البيئية Effects of environmental factors:
الانتوريوم نبات استوائي ومعظم الأصناف التي تم استنباطها للزراعة سواء لإنتاج الأزهار أو للتسويق في الأصص تحتاج إلى عوامل بيئية محددة لنجاحها وهي بشكل عام متقاربة مع العوامل البيئية للنباتات الاستوائية وأهم هذه العوامل:
1- الحرارة والرطوبة الجوية Temperature and Humidity:
درجات الحرارة التي يفضل أن ينمو عندها النبات تتفاعل مع عوامل بيئية أخرى.
العلاقة بين الحرارة والضوء مهمة جداً. باختصار شديد درجات الحرارة المناسبة في يوم غائم هي 18 – 20 مئوية مع رطوبة جوية تتراوح بين 70 – 80 %. بشكل عام الحرارة يجب أن تبقى دون 30 مئوية والرطوبة النسبية يجب ألا تقل عن 50%.
تتسبب درجات الحرارة في اضرار فيزلولوجية حقيقية تؤثر على النمو والإزهار إذا انخفضت دون 14 مئوية وإذا تجاوزت 35 مئوية (انظر الشكل).
2- الضوء Light:
يعد الانتوريوم نباتاً نصف ظليل وتؤدي الشدة الضوئية دوراً كبيراً في انتاج الاوراق والأزهار Leaf-Flower. الزهرة تنبثق من إبط كل ورقة. عند انخفاض الشدة الضوئية أكثر من حاجة النبات ينقص إنتاج الكربوهيردات وبالتالي يصبح إنتاج الأزهار مهدداً بالتنافس بين الأوراق والجذور، وإذا ترافق انخفاض الشدة الضوئية مع ارتفاع في درجات الحرارة فوق 24 مئوية يؤدي ذلك إلى اجهاض البراعم الزهرية. وعند زيادة الشدة الضوئية عن احتياج النبات فالمشكلة أكبر حيث عادة يساهم ذلك في رفع درجة الحرارة الأورق أكثر من حرار الهواء حولها وهذا يؤدي إلى احتراقها. ارتفاع الشدة الضوئية يسهم في انتاج أزهار باهتة الألوان وكذلك يصبح لون الأوراق أفتح لأن اليخضور يتحلل وهذا يسهم في انقاص تمثيل الكربوهيدرات.
يتم التحكم في الشدة الضوئية صيفاً من خلال تكليس البيوت من الخارج واستخدام شباك التظليل من الداخل، والشدة الضوئية المثالية لإنتاج الأنتوريوم هي 20 كيلو لوكس.
8- عمليات الخدمة Plant care:
عند زراعة النبات كمحصول لأزهار القطف يجب تنفيذ ومتابعة بعض العمليات الهامة التي تسهم في النمو وتحسين نوعية الأزهار ومنها:
1- قطع الأوراق Cutting the leaves:
الأوراق السفلية للنبات تكون مظللة من الأوراق العلوية وبالتالي تستهلك الكثر من الكربوهيدرات على حساب نمو النبات وإزهاره . وعندما تصبح الأوراق كثيفة على النباتات تجد البراعم الزهرية الحديثة صعوبة في الظهور مما يؤدي أحياناً إلى إجهاضها. كما أن كثافة الأوراق الشديدة تؤثر سلباً على خلخلة الهواء ودخول الضوء إلى جميع أجزاء النبات. من هنا ينصح بقطع الأوراق القديمة بانتظام وعلى الأقل مرة شهرياً باستخدام شفرات أو مقصات حادة تعقم بالكحول بصورة متكررة.
2- إزالة الخروج المنبثقة من جذور النبات Removing the suckers
معظم نباتات الانتوريوم تنتج فروعاً في قواعدها بهدف تجديد نموها. هذه الفروع هي خلفات أرضية غير مرغوبة في النباتات المزروعة لإنتاج الأزهار حيث تؤثر على حجم الأزهار المنتجة نظراً لتزايد المنافسة، وبذلك ينصح بإزالة هذه الفروع باليد في الأطوار المبكرة من نموها. يمكن تجذير هذه الفروع لإنتاج نباتات جديدة.
3- شد الأسلاك Streching wires
ينصح بمد أسلاك التربيط على محيط المساكب الأرضية بوضع دعامة كل أربعة أمتار لدعم نمو الأوراق والأزهار وعدم ميولها باتجاه الممرات لحمايتها، وعندما تنمو النباتات بارتفاعات اعلى يمكن مد طبقة ثانية فوق الاولى من الأسلاك.
9- قطف الأزهار والتسويق Flower harvesting and marketing:
تقطف أزهار الانتوريوم عدم تمام النضج تقريباً، وهذا يستدل عليه من مراقبه المحور اللساني الذي يتوسط الزهرة (spadix). يبدأ النضج من قاعدة المحور باتجاه الأعلى ويمكن ملاحظة تغير لون المحور بالعين المجردة وعند وصوله إلى 80% من النضج تصبح الزهرة جاهزة للقطف (انظر الشكل).
يمكن اعتبار قساوة حامل الزهرة معياراً إضافياً لوقت القطف حيث عند النضج يتصلب الحامل تحت الزهرة مباشرة.
يتم قطف الأزهار في الصباح الباكر وذلك إما باليد او باستخدام سكين حادة معقمة، ويتم القطع على بعد حوالي 3 سم من قاعدة الحامل، وتوضع قواعد حوامل الأزهار مباشرة في أوعية بلاستيكية تحوي ماء نظيف.
يتم توضيب الأزهار للتسويق في صناديق مخصصة وخاصة إذا كانت معدة للشحن والتصدير (انظر الشكل).
المصدر
نبيل البطل ،(2004-2005) انتاج نباتات الزينة المحمية، منشورات جامعة دمشق.